والمعنى: أن ثبوت الركب في وادي السباع أقل من ثبوته في غيره من الأودية، والضمير في: "به" يرجع إلى الوادي.
قوله: "أتوه": جملة فعلية في موضع رفع صفة لركب، قوله: "تئية": نصب على أنه صفة لمصدر محذوف؛ أي إتيانًا تئية، أي: مكثًا وتلبثًا كما ذكرنا، ويجوز أن يكون نصبًا على المصدرية لأنه التئية مصدر، ولأن التلبث نوع من الإتيان، وقيل نصب على الحال؛ أي: أتوه متوقفين، أو ماكثين.
قوله: "وأخوف": عطف على قوله: "أقل" أو على: "تئية" إن جعلت حالًا، قوله: "إلا": استثناء مفرغ؛ أي: في كل وقت إلا وقت وقاية الله ساريًا، و "وقى": فعل، و"الله": فاعله، و"ساريًا" مفعوله.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أقل به ركب" حيث رفع أفعل التفضيل الذي هو أقل الاسم الظاهر الذي هو ركب لكونه قد ولي النفي ومرفوعه أجنبي، وذلك كما في قولك: ما رأيت رجلًا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد، وأصل التركيب: ولا أرى واديًا أقل به ركب أتوه منه بوادي السباع (?).
دَنَوْتِ وَقَدْ خِلْنَاكِ كَالْبَدْرِ أَجْمَلا ... فَظَلَّ فُؤَادِي فِي هَوَاكِ مُضَلَّلَا
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.
قوله: "دنوت" من الدنو [وهو القرب] (?) قوله: "خلناك" أي: ظنناك.