قوله: "لولا" هي لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، ويروى: لوما الحياء، فالحياء مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف تقديره: لولا الحياء يمنعني، قوله: "وربما": رب دخلت عليها ما الكافة (?).
و"منحت": جملة من الفعل والفاعل، و"الهوى": مفعوله الأول، وقوله: "ما ليس بالمتقارب": مفعول ثان، والمعنى: ربما منحت هواي ما لا يطمع في دنوه، ويروى: من ليس بالمتقارب؛ أي: ربما أحببت من لا ينصفني ولا مطمع فيه، وعلى كلا التقديرين كلمة من وما موصولة و"ليس بالمتقارب": جملة صلتها، واسم ليس مستتر فيه يعود إلى ما، و"بالمتقارب": خبره، والباء فيه زائدة.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ألا حبذا" حيث حذف [فيه] (?) المخصوص بالمدح؛ كما ذكرناه (?).
فَقُلْتُ اقْتُلُوهَا عَنْكُمْ بِمِزَاجِهَا ... وَحُبَّ بِهَا مَقْتُولَةً حِينَ تُقْتَلُ
أقول: قائله هو الأخطل غوث بن غياث، وهو من قصيدة من الطويل، وأولها قوله (?):
1 - أَنَاخُوا فَجَرُّوا شَاصِيَّاتٍ كَأَنَّهَا ... رِجَالٌ منَ السُّودَانِ لَمْ يَتَسربلُوا
2 - وَجاؤوا ببَيْسَانِيَّةٍ هي بعدَ مَا ... يَعُلُّ بِهَا السَّاقِي ألَذُّ وَأَسْهَلُ
3 - تَمُرُّ بِهَا الأَيْدِي سَنِيحًا وَبَارحًا ... وتُوضَعُ باللَّهُمَّ حَيّ وتُحْمَلُ
4 - فقلتُ اصْبِحُونِي لا أَبًا لأَبِيكُمو ... ومَا وَضَعُوا الأثْقَال إِلَّا لِيَفْعَلُوا
5 - فَصَبُّوا عُقَارًا فيِ إِنَاءٍ كَأَنَّهَا ... إِذَا لمحوهَا جُذْوَةٌ تتآكَلُ
6 - تَدبُّ دَبِيبًا فيِ العِظَامِ كَأَنَّهُ ... دَبِيبُ نِمَالِ فيِ نَقَا يَتَهَيَّلُ