قوله: "يا هيء" ذكر بعض أهل اللغة أن هيء اسم لفعل أمر ومعناه تنبه واستيقظ كمعنى: صه ومه في كونهما اسمين لاسكت واكفف (?)، وإنما بنيت على حركة بخلاف: صه ومه؛ لئلا يلتقي ساكنان، وخصت بالفتحة طلبًا للخفة بمنزلة: أين وكيف.
قوله: "ما لي" يعني: أي شيء لي، يريد بذلك من تغير حاله عما كان يعهده، ثم استأنف ذلك فأخبر عن تغير حاله، فقال: لا من يعمر يفنه مر الزمان عليه"، "والتقليب": أي: التغيير من حال إلى حال، ويروى: يا فيء ما لي بالفاء وسكون الياء، والعرب تقول: يا فيء ما لي؛ تتأسف بذلك، قوله: "من يعمر يفنه" ويروى: يبله؛ من بلي الثوب إذا خَلِق.
الإعراب:
قوله: "يا هيء" يا ها هنا لمجرد التنبيه؛ لأنها دخلت على ما لا يصلح للنداء، وقال ابن بري: دخل حرف النداء على هيء كما دخل على فعل الأمر في قول الشماخ (?):
ألا يا اسقياني قبل غارة سنجال ... ...................................
والسنجال -بكسر السيد: اسم قرية من قرى أرمينية، قوله: "ما لي": جملة من المبتدأ والخبر، وكلمة ما للاستفهام، قوله: "مَن" شرطية، و "يعمر": على صيغة المجهول فعل الشرط فلذلك جزم، وقوله: "يفنه مر الزمان" جواب الشرط، "ويفنه": فعل ومفعول، و "مر الزمان": كلام إضافي فاعله، قوله: "عليه": يتعلق بكر، قوله: "والتقليب" بالرفع عطف على المضاف في قوله: "مر الزمان".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "يا هيء ما لي" حيث يدل على التعجب؛ كما ذكرنا (?).