أنهم ينزلون عن الخيل عند [ضيق] (?) المعترك فيقاتلون على أقدامهم، وفي ذلك الوقت يتداعون نزال، و "الأزر" بضم الهمزة وسكون الزَّاي؛ جمع إزار.
و"المعاقد" بفتح الميم، وهو موضع عقد الإزار، ويقال: المعاقد: الحجز، وهي جمع حجزة، والحجزة: حيث ينثني طرف الإزار في لوث الإزار، وحكى ابن الأعرابي: الحزة كما ينطق بها العامة، وقيل: المعاقد للأزر، والحجز للسراويلات، والحجز للعجم وملوك العرب؛ [كما قال النابغة في ملوك غسان (?):
رقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزَاتهُم ... يُحَيَّوْنَ بالرِّيحَان يَوْمَ السَّبَاسِب
والمعاقد للعرب] (?) لأنها لا تكاد تلبس إلَّا الأزر، والأزر جمع إزار، وسكن الزَّاي للاستخفاف.
وحاصل معنى قولها: "والطيبون معاقد الأزر" أنهم موصوفون بالعفة؛ لأنَّ العرب تكني بالشيء عما يحويه ويشتمل عليه؛ كما قالوا: ناصح الجيب يريدون الفؤاد؛ فكنوا عنه بالجيب الذي يقع عليه أو قريبًا منه.
الإعراب:
قوله: "لا يبعدن" لا: دعاء، ويبعدن: في موضع جزم بالدعاء؛ لأنَّ الدعاء يجزم كما يجزم النَّهي غير أن النون الخفيفة ذهبت بإعرابه في اللفظ وبقي الموضع مجزومًا، قوله: "قومي": فاعل غير أنَّه لا يظهر فيه الإعراب، قوله: "الذين": موصول، و "هم" مبتدأ، و "سم العداة": خبره، والجملة صلة الموصول، والموصول مع صلته صفة للقوم.
قوله: "وآفة الجزر" كلام إضافي [عطف] (?) على: "هم سم العداة"، قوله: "النازلين" بالنصب على القطع، ويروى: النازلون بالرفع -أيضًا- بالإتباع، ويروى كلاهما بالقطع -أيضًا-.
قوله: "والطيبون معاقد الأزر" من باب الحسن الوجه، و "معاقد": منصوب على التشبيه بالمفعول به، وهو مشبه بالضاربين زيدًا، ولا يجوز أن يكون مفعولًا به؛ لأنَّ طاب غير متعد، ولا يجوز أن يكون تمييزا؛ لأنَّ التمييز لا يكون إلَّا نكرة، ولا يجوز أن ينوى به الانفصال؛ لأنَّ