فجونتا مصطلاهما نظير: حسن وجهِه، وأجازه الكوفيون في السعة، وهو الصَّحيح على ما نص عليه ابن الناظم (?).
هَيفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً ... مَمْخُوطَةٌ جُدِلَتْ شَنْبَاءُ أَنْيَابَا
أقول: قائله هو أبو زبيد الطَّائي، واسمه حرملة بن المنذر، توفي في زمن عثمان - رضي الله عنه -، ولم يعرف تاريخه.
وهو من البسيط.
قوله: "هيفاء": الضامرة، والمذكر: أهيف، "والعجزاء" بالزاي المعجمة؛ العظيمة العجز، "وممخوطة" بالطاء المهملة، يحتمل أنها موشومة بالمخط -بكسر الميم- الذي يوشم به، وقيل: المخط: الحديدة التي ينقش بها الأديم.
قوله: "جدلت": من الجدل وهو الفتل؛ يقال: جدلت الحبل أجدله جدلًا؛ أي: فتلته فتلًا محكمًا، ومنه: جارية مجدولة الخلق حسنة الجدل، ومادته جيم وقال مهملة ولام.
قوله: "شنباء": من الشنب وهو حدة الأسنان، وقيل: برد وعذوبة، وامرأة شنباء بينة الشنب، قال الجرمي: سمعت الأصمعي يقول: الشنب: برد الفم والأسنان، فقلت: إن أصحابنا يقولون: هو حدتها حين تطلع فيراد بذلك حداثتها وطراءتها؛ لأنها إذا أتت عليها السنون احتكت، فقال ما هو إلَّا بردها.
الإعراب:
قوله: "هيفاء": خبر ابتدأ محذوف؛ أي: هي هيفاء، و "مقبلة" نصب على الحال، وكذا الكلام في: "عجزاء مدبرة".
فإن قلتَ: ما العامل في الحال؟