والمصدر إذا كان بدلًا من اللفظ بالفعل، يعمل عمل الفعل لأنه يقوم مقامه، فلذلك احتمل فيه هاهنا ضمير الفاعل، ونصب المفعول وهو قوله: "المال"؛ لأن تقدير قوله: "فندلًا زريق المال": اندل يا زريق المال كندل الثعالب (?).
فإنكَ وَالتَّأْبِينَ عُروَةَ بَعْدَمَا ... دَعَاك وأَيْدِينَا إِلَيكَ شَوَارِعُ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وبعده بيت آخر:
2 - لكالرَّجُلْ الحَادِي وَقَدْ تَلَعَ الضُّحَى ... وطَيرُ المَنَايَا فَوْقَهُنّ أَوَاقِعُ
وهما من الطويل.
قوله: "والتأبين": من أبنت الرجل رقبته، وقال الأصمعي: التأبين: أن تقفو أثر الشيء، قوله: "دعاك": من دعا بالدال المهملة، وقد ضبطه بعضهم "وعاك" من الوعي وهو الحفظ، يقال: وعيت الحديث والكلام، و"شوارع": جمع شارعة، أي: ممتدة، قوله: "الحادي": من الحدو، وهو سوق الإبل والغناء لها، قوله: "وتلع الضحى" أي: ارتفع، ومادته تاء مثناة من فوق ولام وعين مهملة، قوله: "أواقع" أصله: وواقع لأنه جمع واقعة؛ فأبدلت الواو همزة.
الإعراب:
قوله: "فإنك" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، وإن: حرف من الحروف المشبهة بالفعل، والكاف اسمه، وخبره في البيت الثاني، وهو قوله: "لكالرجل الحادي".
قوله: "والتأبين": نصب على أنَّه مفعول معه، و"عروة": نصب على أنَّه مفعول المصدر، أعني: التأبين، و "بعد" نصب على الظرف، وما مصدرية، قوله: "دعاك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "وأيدينا": كلام إضافي مبتدأ، و"شوارع": خبره، والجملة في محل النصب على الحال.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "والتأبين عروة" حيث نصب التأبين عروة، وهو مصدر معرف بالألف واللام (?).