وِفَاقُ كَعْبُ بُجَيْرٍ مُنْقِذٌ لَكَ مِنْ ... تَعْجِيلِ تَهْلُكَةٍ والخُلْدِ فِي سَقَرَا
أقول: قائله هو بجير بن زهير بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى: ربيعة بن رباح بن قرط بن الحرث بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة بن ثور بن زهير بن هدمة بن الأثلم بن عثمان بن مزينة المزني، وهو أخو كعب بن زهير، أسلم قبل أخيه، وهما شاعران مجيدان.
وأما أبوهما زهير فهو مشهور من فحول الشعراء، وشهد بجير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطائف. والبيت المذكور من قصيدة من البسيط، يحرض بها بجير أخاه كعبًا على الإسلام؛ لأن بجيرًا أسلم قبل كعب كما ذكرنا، وأما أبوهما زهير فإنه مات قبل المبعث لسنة. المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله: "وفاق": مرفوع بالابتداء، وهو مضاف إلى قوله: "بجير"، وقوله: "كعب": منادى وقد حذف منه حرف النداء، وأصله: يا كعب، قوله: "منقذ": خبر المبتدأ، وقوله: "لك": يتعلق به، وكذلك قوله: "من تعجيل"، قوله: "والخلد" بالجر عطف على قوله: "من تعجيل" أي: ومن الخلد في السقر وهو النار يوم القيامة.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "كعب" فإنه منادى كما ذكرنا، وقد فصل به بين المضاف وهو قوله: "وفاق"، وبين المضاف إليه وهو قوله: "بجير"، والتقدير: وفاق بجير يا كعب منقذ لك، أي: منج لك من تعجيل الهلاك في الدنيا والخلود في النار في الآخرة (?).