نَرَى أسْهُمًا للْمَوْتِ تُصْمِي وَلَا تُنْمِي ... ولا نَرْعَوي عِنْ نَقْضِ أَهْواؤُنَا العَزْمِ
أقول: أنشده ثعلب ولم يعزه إلى أحد، وهو من الطويل.
قوله: "أسهمًا": جمع سهم، قوله: "تصمي": من الإصماء؛ من أصميت الصيد إذا رميته فقتلته بحيث تراه، قوله: "ولا تنمي": من الإنماء؛ من أنميت الصيد إذا رميته فغاب عنك، ثم مات.
والحاصل: أن سهام الموت عمالة لا يفوت عنها الحاضر والغائب، قوله: "ولا نرعوي": من الارعواء وهو الكف، يقال: ارعوى عن القبيح إذا كف عنه وكذا رعى عنه، و "العزم": من عزمت على الأمر إذا أردت فعله وقطعت عليه.
الإعراب:
قوله: "نرى": من رؤية البصر، و "أسهمًا": مفعوله، و"للموت": يتعلق بمحذوف تقديره: أسهمًا كائنة للموت، قوله: "تصمي": جملة من الفعل والفاعل في محل النصب على أنها صفة لأسهمًا، ويجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا لنرى إذا جعلناها من رؤية القلب، قوله: "ولا تنمي" عطف على قوله: "تصمي"، ويجوز عطف المنفي على المثبت وبالعكس.
قوله: "ولا نرعوي": جملة وقعت حالًا، وقوله: "عن نقض": يتعلق بها، وقوله: "نقض": مصدر مضاف إلى قوله: "العزم"، وقوله: "أهواؤنا": مرفوع لأنه فاعل المصدر.
وفيه الاستشهاد: حيث فصل به بين المضاف وهو قوله: "نقض" وبين المضاف إليه وهو: "العزم" مع أن الفاعل متعلق بالمضاف، وهو ضعيف، والتقدير: عن نقض العزم أهواؤنا، أي: عن أن تنقص أهواؤنا العزم (?).