فصلت بين المضاف وهو قوله: "بيمين" والمضاف إليه وهو قوله: "مقسم" (?).

الشاهد السادس والتسعون بعد الستمائة (?)، (?)

لأَنْتَ مُعْتَادُ في الهَيْجَا مُصَابَرَةِ ... يَصْلَى بها كُلُّ مَنْ عَادَاكَ نِيرَانَا

أقول: لم أقف على اسم قائله.

وهو من البسيط، ولم يذكر في غالب نسخ ابن أم قاسم إلا الشطر الأول؛ لأن الاستشهاد فيه.

قوله: "في الهيجا" قال الجوهري: الهيجا الحرب، يمد ويقصر وها هنا مقصورة، قوله: "يصلى" من قولهم: صليت الرجل نارًا إذا أدخلته النار، وصلى هو -أيضًا-، قال تعالى: {سَيَصْلَى نَارًا} [المسد: 3] وهو من باب علم يعلم، فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق، قلت: أصليته بالألف وصليته تصلية.

الإعراب:

قوله: "لأنت": مبتدأ، واللام فيه للتأكيد، وقوله: "معتاد": خبره، وهو مضاف إلى قوله: "مصابرة"، وقوله: "في الهيجا": معترض بين المضاف والمضاف إليه، قوله: "يصلى": فعل مضارع، وقوله: "كل من عاداك": كلام إضافي فاعله، وقوله: "نيرانَا" مفعوله، والباء في: "بها" للسببية؛ أي: بسبب مصابرتك في الحرب يدخل أعداؤك النار، أراد: نار الحرب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "في الهيجا" فإنه فصل بين المضاف وهو قوله: "معتاد"، والمضاف إليه وهو قوله: "مصابرة"، قال ابن مالك: هذا من أحسن الفصل لأنه فصل بمعمول المضاف، ويدل على جوازه من الأخبار قوله - عليه الصلاة والسلام - (?) "هل أنتم تاركو لي صاحبي" فإن قوله: "تاركو" مضاف إلى قوله: صاحبي، وقد فصل بينهما بالجار والمجرور، وهو قوله: "لي" فافهم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015