الاستشهاد فيه:
وذلك أن حيث فيه لم تضف إلى جملة؛ فيكون معربًا، ومحله النصب على الحالية، وقد مر الكلام فيه عن قريب (?).
أَبَأْنَا بهَا قَتلَى وَمَا في دِمَائهَا ... شِفَاءٌ وَهُنَّ الشَّافيَاتُ الحَوَائمِ
أقول: قائله هو الفرزدق، وهو من قصيدة طويلة قالها في قتل قتيبة بن مسلم، ومدح بها سليمان بن عبد الملك بن مروان، وأولها هو قوله (?):
1 - تَحِنُّ بِزَوْرَاء المَدينَة نَاقَتي ... حَنِينَ عَجُولٍ تَبْتغِي البَوّ رَائمِ
2 - فيا لَيتَ زَوْرَاءَ المَدينةِ أَصْبَحَتْ ... بأَخفَارِ فَلْجٍ أوْ بسَيفِ الكَوَاظِمِ
3 - وكَمْ نَامَ عَنِّي بالمَدِينةِ لَمْ يُبَلْ ... إليّ اطِّلاعَ النَّفسِ فَوقَ الحَيَازِمِ
إلى أن قال:
4 - إذَا جَشَأَتْ نفْسِي أقُولُ لهَا ارْجَعِي ... ورَاءَكِ واسْتَحْيي بَيَاضَ اللَّهَازِمِ
5 - شَفَينَ حَزَازَات [الصُّدُورِ] ولَمْ تَدَعْ ... عَلينَا مَقَالًا في وَفَاءٍ لِلَائِمِ (?)
6 - جَزَى الله قَوْمِي إذ أَرَادَ حَقَارَتِي ... قُتَيبَةُ سَعْيَ المُدرِكِينَ الأَكَارِم
7 - أبأنا ........................ ... ...................... إلخ
1 - قوله: "تحن": من الحنين والشوق، و"الزوراء": اسم موضع بالمدينة، و"البوّ" بفتح الباء الموحدة وتشديد الواو؛ جلد حوار يحشى ثمامًا، تراه الناقة التي مات ولدها فتسكن (?).