أراد أن يترك كلامه ويفارقه ينهض ويقول: السلام عليكم، ويكون هذا القول قاطعًا لكلامه.
وإنما عطف بثم؛ لأن المعنى على التراخي؛ لأنه قال: افعلَا وافعلَا ولا تفعلَا ولا تفعلَا إلى الحول، ثم قال: اتركا هذا كله بقوله: ثم اسم السلام عليكما, ولفظة: اسم مقحمة.
والمعنى: ثم السلام عليكما، والخطاب لبنتيه لا لغيرهما كما زعمه بعضهم ممن قد ذكرناهم الآن، وقوله: "اسم السلام" مبتدأ، و"عليكما" خبره.
قوله: "ومن يبك حولًا": إشارة إلى تعليل أمره إياهما بترك ما أمرهما به من القول بما فيه والبكاء عليه إلى سنة، فكأنه يقول: السنة مدة بعيدة، فإذا ذكرتماني بعد موتي سنة كاملة ثم تركتما ذكري فأنتما معذورتان؛ لأن من يبكي على ميته سنة كاملة فهو معذور إذا ترك البكاء.
وكلمة "من" شرطية، و"يبك" مجزوم بها، و"حولًا" نصب على الظرف، و"كاملًا": صفته، وقوله: "فقد اعتذر": جملة فعلية جزاء للشرط.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ثم اسم السلام" فإن اسم مضاف إلى السلام، وهو إضافة الملغي إلى المعتبر؛ يعني: لفظة الاسم ها هنا ملغي؛ لأن دخوله وخروجه سواء. فافهم (?).
أَقَامَ بِبَغْدَادِ العِرَاقِ وَشَوْقُهُ ... لِأَهْلِ دِمَشْقِ الشَّامِ شَوْقٌ مُبَرّحُ
أقول: قائله بعض الطائيين، وهو من الطَّويل.
قوله: "مبرح" أي: شديد، يقال: برّح به الأمر تبريحًا؛ أي: جهده.
الإعراب:
قوله: "أقام": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "ببغداد العراق" في محل النصب على المفعولية، وبغداد لا ينصرف فلما أضيف انجر بالكسر، قوله: "وشوقه"؛ مبتدأ، وخبره قوله: