وأراد بكمال شبابه: "في خمس وتسع": تبدره ليلة الرابع عشر، وذلك لأنه في ذلك الوقت في غاية النهاية من النور والبهاء؛ كما أن الشاب في غاية قوته وحسن منظره في عنفوان شبابه، وأراد بهرمه ذهاب نوره ونقصان ذاته ليلة التاسع والعشرين، فإن الخمس والتسع والسبع والثمان تسعة وعشرون، وهذا إلغاز حسن.
قوله: "لم يلده أبوان" بسكون اللام وفتح الدال [وأصله: لم يلده بكسر اللام وسكون الدال] (?) ثم لما سكن اللام تشبيهًا بكف، والتقى ساكنان، حرك الدال بالفتح.
2 - وقوله: "غراء" فعلاء؛ تأنيث الأغر وهو الأبيض، قوله: "في حر وجهه" الوجه: ما بدا من الوجنة، قال: لطمه على حرّ وجهه، قوله: "مجللة": من التجليل، وهو التغطية، قوله: "لا تنقضي لأوان" أي: لا تذهب في وقت من الأوقات.
الإعراب:
قوله: "ألا" للتنبيه، و "رب": حرف جر و "مولود": مجرور به، وقال ابن هشام اللخمي: والصواب: عجبت لمولود، قوله: "وليس له أب": جملة حالية، ويقال: الواو فيه لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف؛ كما في قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [الحجر: 4].
قوله: "وذي ولد" أي: وصاحب ولد، وهو عطف على قوله: "مولود" وقوله: "لم يلده أبوان": جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل الجر؛ لأنه صفة لذي ولد، قوله: "وذي شامة": عطف على ذي ولد.
قوله: "غراء": صفة لشامة، قوله: "في حر وجهه": صفة لشامة -أيضًا، تقديره: كائنة في حر وجهه، قوله: "مجللة" بالجر صفة أخرى، وكذا قوله: "لا تنقضي لأوان"، واللام في لأوان للوقت؛ كما في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: 78] أي: لوقت دلوك الشمس.
ويروى: لا تنجلي لزمان، لا يقال: هذا إضافة الشيء إلى نفسه؛ لأن المعنى لو قلت: وقت؛ لأن التغاير في اللفظ كافٍ في دفع ذلك.
قوله: "ويكمل": عطف على قوله: "لا تنقضي"، ويجوز عطف المثبت على المنفي والعكس - أيضًا، وهي جملة من الفعل والفاعل، وهو قوله: "شبابه"، قوله: "في خمس": إنما أنت