في نسخة صحيحة لأبي علي الفارسي، أعني: التذكرة، ووجدت في موضع آخر: فإن الخمر بفتح الخاء المعجمة، وهي التي تشرب، وهذا أقرب، وإن كان ذلك أصوب، وقد شبه الخمر بالمطية التي لا خير فيها، ووجه التشبيه حصول الشر من كل منهما.

قوله: "الحبطات": جمع حبط، وكان الحرث بن عمرو بن تميم يسمى الحبط؛ لأنه كان في سفر فأكل من الذرق وهو الحندقوق وانتفخ بطنه فسموه حبطًا؛ أخذًا من الحبط وهو أن ينتفخ بطن الماشية من أكل الحندقوق، ثم سُمي أولاده كلهم حبطات.

الإعراب:

قوله: "فإن الخمر" الفاء للعطف، وإن [حرف] (?) من الحروف المشبهة بالفعل، و"الخمر": اسمها، و "من شر المطايا": خبرها، قوله: "كما الحبطات" الكاف للتشبيه، دخلت عليها ما الكافة فكفتها عن العمل، فالحبطات مرفوع على الابتداء، وخبره: "شرَّ بني تميم".

والاستشهاد فيه: وهو ظاهر.

الشاهد السادس بعد الستمائة (?) , (?)

........................... ... لَبِمَا قَدْ تُرَى وَأَنْتَ خَطِيبُ

أقول: قائله مجهول، وصدره:

فَلَئن صِرْتَ لَا تُحِيرُ جَوَابًا ... .................................... (?)

وهو من الخفيف.

قوله: "لا تحير جوابًا" من أحار يحير، يقال: كلمته فلم يحر جوابًا؛ أي: لم يرده، وفي حديث سطح (?) "فَلَم يُحِرْ جَوَابًا" أي: لم يرجع أو لم يرد، وفي الحديث (?): "مَنْ دعا رَجُلًا بالكُفْر ولَيس كَذلكَ حَارَ عَلَيه" أي: رجع إليه ما نسب إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015