والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الراجع إلى كتائب الثاني، والمفعول محذوف تقديره من كتائب تلتقي الأعداء.
وقوله: "في ظل": يتعلق بتلتقي، وأراد بظل المعترك ظل الغبار الساتر من اعتراك الرجال في المعترك، فإن الغبار إذا اشتد يطبق ما بين السماء والأرض فلا يرى لا شمس ولا ضوء فيصير كالظل الكثيف، وهذا لا يكون هكذا إلا من غاية اشتداد الحرب؛ حيث يرتفع الغبار من سنابك الخيول فيملأ مكانها، وقوله: "مثار": صفة للعجاج، ولكن بتقدير زيادة الألف واللام.
الاستشهاد فيه:
في قوله: " [مذ عقدت" حيث أضيف فيه مذ إلى الجملة الفعلية (?)، وفيه شاهد آخر وهو قوله: "] (?) خمسة الأشبار" حيث جرد الفرزدق المضاف من حرف التعريف، فإنه لا يستعمله هكذا إلا الفصحاء.
وهو حجة على الكوفيين في جوازهم الجمع بين تعريف المضاف باللام والإضافة إلى المعرفة كما قيل: الثلاثة الأثواب، وهو منقول عن عرب غير فصحاء، فإن المسموع تجريد الأول من التعريف؛ كما في قول الفرزدق، وكما في قول ذي الرمة (?):
وَهَلْ يَرجِعُ التسلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ العَمَى ... ثَلاثُ الأثَافي وَالديَارُ البَلاقِعُ (?)
"العمى": الإلباس، و"البلاقع" الأرض الخالية، و"الأثافي ": جمع أثفية وهي حجارة تنصب عليها القدر.
وَمَا زِلْتُ مَحمُولًا عَلَيَّ ضَغِينَةٌ ... وَمضْطَلِعَ الأَضغانِ مُذْ أَنَا يَافِعُ
أقول: قائله هو رجل من سلول، وقيل: قائله هو .....................................