وَلَقَدْ أَرَانِي لِلرِّمَاحِ درِيئةً ... مِنْ عَنْ يَمِيني تَارَةً وَأَمَامِي
أقول: قائله هو قطري بن الفجاءة الخارجي، وهو من قصيدة أولها (?):
1 - لَا يَركَنَنَّ أحَدٌ إِلَى الإحْجَامِ ... يَوْمَ الوَغَى مُتَخَوِّفًا لحِمَامِ
وقد ذكرناها بتمامها في شواهد الحال (?)، وهي من الكامل.
قوله "دريئة" هي الحلقة التي يتعلم عليها الطعن والرمي، ولقد تكلمنا في هذا البيت بما فيه الكفاية في شواهد الحال.
الإعراب:
قوله: "ولقد أراني" الواو للعطف، واللام للتأكيد، وقد للتحقيق، و "أراني": جملة من الفعل والمفعول والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى يوم الوغى في البيت الذي قبله.
قوله: "للرماح" اللام فيه للتعليل؛ أي: من أجل الرماح، قوله: "دريئة": نصب على أنه مفعول ثان لأرى، قوله: "من عن يميني" أي: من جانب يميني، قوله: "تارة": نصب على المصدر؛ كما في: مرة وطورًا، ويجمع على تارات وتير، قال الشاعر (?):
يَقوم تيرات ويمشي تيرًا ... ................................
قوله: "وأمامي": عطف على يميني، والتقدير: ومن عن أمامي تارة أخرى.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "من عن يميني" فإن عن هاهنا اسم بمعنى جانب بدليل دخول حرف الجر عليها (?) فافهم.