الاستشهاد فيه:
في قوله: "واقيًا" فإنه حال من قوله: "من موت" وهو نكرة، وقد علم أن من الواجب تعريف ذي الحال، ولكن المسوغ هاهنا هو كون ذي الحال بعد النفي، ونظيره قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [الحجر: 4]، فإن قوله: {كِتَابٌ مَعْلُومٌ} [الحجر: 4] جملة في موضع الحال من قرية، والمسوغ لذلك وقوعها بعد النفي. فافهم (?).
لَقِيَ ابْنِي أَخَوَيْهِ خَائفًا ... مُنْجِدَيْه فَأَصَابُوا مَغْنَمًا
أقول: قائله مجهول، وهو من الرمل (?).
قوله: "منجديه": تثنية منجد؛ من أنجده إذا أعانه وأنقذه، واستنجد فلان إذا طلب النجدة، واستنجد -أيضًا- إذا قوي بعد ضعف، واستنجد عليه إذا اجترأ عليه بعد هيبة، قوله: "فأصابوا مغنمًا" أي: نالوا غنيمة، والمغنم -بفتح الميم بمعنى الغنيمة، ويقال: غنم القوم غنمًا بالضم.
الإعراب:
قوله: "لقي": فعل ماض، و"ابني": كلام إضافي فاعله، وقوله: "أخويه": مفعول، والضمير فيه يرجع إلى الابن، قوله: "خائفًا": حال من ابني، و"منجديه": حال من أخويه، والعامل في الحالين هو قوله: "لقي"، قوله: "فأصابوا" جملة من الفعل والفاعل، وهو الضمير المستتر الَّذي يرجع إلى الابن والأخوين، و"مغنمًا" بالنصب مفعوله.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "خائفًا منجديه" حيث وقع خائفًا حالًا من ابني، ومنجديه من أخويه كما ذكرنا، وهذا مثال لتعدد الحال مع تعدد ذي الحال؛ كما في قولك: لقيت هندًا مصعدًا منحدرة (?).