ويجوز أن يضمن تشربوا معنى: ترووا، يعني: منعنا أن ترووا بماء البحر، وهذه اللفظة -أعني قوله: "أن تشربوا به" هكذا وقعت في نسخ ابن المصنف بإعمال أن وبحرف الجر، وربما أشار ابن هشام إلى التأويل الذي ذكرناه، وأنشده الشيخ عبد العزيز بن جمعة الموصلي المعروف بالقواس (?) في شرحه لألفية ابن معطٍ هكذا (?):

ونَحْنُ مَنَعْنَا البَحْرَ أنْ تَشْرَبُونَهُ ... ..........................

بإثبات نون الجمع في النصب؛ لأنه أتى به شاهدًا لإثبات النون حالة النصب، فعلى هذا لا يحتاج إلى التأويل المذكور، ولكن يحتاج إلى تأويل آخر، وهو أن التقدير: أن تشربوا منه، فافهم ذلك فإنه موضع النظر.

قوله: "وقد كان" جملة وقعت حالًا من الضمير الذي في منكم، وهو الضمير المجرور بالحرف (?)، قوله: "ماؤه" كلام إضافي مرفوع لأنه اسم كان، قوله: "بمكان": في محل النصب على الخبرية.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وقد كان" حيث وقع حالًا عن المجرور بالحرف وهو شاذ؛ لأن تقديم الحال على العامل الحرفي لا يجوز، وما جاء من ذلك شاذ، وكذلك لا يجوز تقديها على العامل الظرفي (?)؛ كما في البيت السابق (?).

الشاهد الثامن بعد الخمسمائة (?) , (?)

متَى مَا نَلْتَقِي فَرْدَيْنِ ترجُفْ ... روانِفُ إِليتَيكَ وتستطارَا

أقول: قائله هو عنترة بن شداد العبسي، وهو من قصيدة رائية من الوافر، وأولها هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015