4 - ثُمّ انْصَرَفْتُ وقَدْ أَصَبتُ ولَمْ أُصَبْ ... جَذَعَ البَصِيرَةِ قَارِحَ الإقدَامِ
5 - مُتَعَرِّضًا للموت أَضْرِبُ مُعْلَمًا ... بُهْمَ الحُرُوب مُشَهَّرَ الأعْلامِ
6 - أدْعُو الكُمَاةَ إلى النّزَالِ ولا أَرَى ... نَحْرَ الكريمِ عَلَى القَنَا بِحَرَامِ
وهو من الكامل وفيه الإضمار والقطع.
1 - قوله: "لا يركنن": من ركن إلى الشيء يركن من باب نصر ينصر، وركن يركن من باب علم يعلم إذا مال إليه، وقد جاء ركن يركن بالفتح فيهما وهو لغة متداخلة (?).
قوله: "الإحجام" بكسر الهمزة وسكون الحاء المهملة بعدها الجيم، ومعناه: النكوص والتأخر، و "الإجحام" بتقديم الجيم مثله وهو مقلوب، قوله: "يوم الوغى" بالغين المعجمة، أي: يوم الحرب، قوله: "متخوفًا" المتخوف: الخائف شيئًا بعد شيء، قوله: "لحمام" بكسر الحاء المهملة وتخفيف الميم، أي: للموت، وقال الجوهري: الحمام بالكسر: قدر الموت (?).
2 - قوله: "دريئة" يهمز ولا يهمز، فيجعل من الدرء وهو الدفع، ومن الدرى وهو الختل، وبهذا سمي البعير الذي يسيب فتألفه الوحش لا تنفر منه، ثم يجيء صاحبه يستتر به فيرمي الوحش، والحلقة التي يتعلم عليها الطعن دريئة، ويمكن حمل معنى البيت عليهما جميعًا، فإذا أراد بالدريئة الحلقة، فالمراد أن الطعن يقع فيه كما يقع في تلك الحلقة، وإن أراد به الدابة التي يستتر بها؛ فالمراد أنه يتقى به فيصير سترة لغيره من الطعن؛ كما تكون الدابة سترة للصائد، وعلى هذا معنى للرماح: من أجل الرماح.
قوله: "من عن يميني" كلمة عن هاهنا اسم، والمعنى: من جانب يميني.
3 - قوله: "أو عنان لجامي" "أو" هاهنا ليست للشك، وإنما هي التي يراد بها أحد الأمرين على طريق التعاقب [أي] (?) إما ذا وإما ذا، ولك أن تريد الجمع لأنه أصله الإباحة.
4 - قوله: "جذع البصيرة" الجذع: قبل الثني بسنة، وانتصابه على الحال، وجذع البصيرة قارح الأقدام: أصلهما في الخيل وذوات الحوافر كلها، وذلك أن المهر يركب بعد حول سياسة ورياضة، فإذا بلغ حولين، فهو جذع فحينئذ يستغني عن الرياضة، يقول: استبصاري ويقيني لا يحتاجان إلى تهذيب وتأديب؛ كما لا يحتاج الجذع إلى الرياضة، وإقدامي قارح، أي: قد بلغ النهاية؛ كما أن القروح نهاية سن الفرس ولا سن بعده.