تَرَكْنَا فِي الحَضِيضِ بَنَاتَ عُوجٍ ... عَوَاكِفَ قَدْ خَضَعْنَ إلَى النُّسُورِ
أبَحْنَا حَيَّهُمْ أَسْرًا وقَتلًا ... عَدَا الشَّمْطَاءِ والطِّفل الصَّغِيرِ
أقول: لم أقف على اسم قائلهما، وهما من الوافر، وفيه العصب والقطف (?)، وإنما أنشدوا البيتين كليهما مع أن البيت الأول لا شاهد فيه ليعلم أن القوافي مخفوضة.
1 - قوله: "في الحضيض" بفتح الحاء المهملة وبضادين معجمتين بينهما ياء آخر الحروف ساكنة، وهو القرار من الأرض عند منقطع الجبل، وأراد به الموضع المعين الذي وقعت فيه الحروب، قوله: "بنات عوج" بضم العين وسكون الواو، أي: بنات خيل (?) عوج، وهو جمع أعوج، والعوج من الخيل: التي في أرجلها تجنيب؛ وهو انحناء وتوتير في رجل الفرس وهو مستحب، قال أبو دواد (?) يمدح الفرس (?):
وفي اليَدَيْنِ إذَا مَا الماءُ أَسْهَلَهَا ... ثَنيٌ قَليلٌ وفيِ الرِّجْلَيْنِ تَجنِيبُ
ويجوز أن يكون عوج جمع أعوجي؛ قال أبو علي في التذكرة في قوله (?):
أَحْوَى مِنَ العُوجِ وقَاحُ الحَافِرِ ... ......................................
ويجوز أن يكون جمع أعوجي كفرس جمع فارسي، ويكون أعوجي منسوبًا إلى أعوج، وبنات أعوج هي الخيول المشهورة بين العرب، المتناسلة من أعوج وهو فرس كان لبني هلال تُنْسَبُ إليه الأعوجيات، وبنات أعوج.
قال أبو عبيدة: كان أعوج لكِنْدةَ فأخذته بنو سليم في بعض أيامهم فصار لبني هلال، وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر نسلًا منه (?).