ويتعلق بهذا البيت مسألة وهي أنهم قالوا: دخول حرف النفي على فعل (?) الشرط ينفيه فيعلق الحكم عليه منفيًّا نحو: من لا يكرمني أكرمه، تعلق وجود الإكرام على انتفاء الإكرام، قالوا: إلا في المشيئة والإرادة والرؤية والظن، فإن النفي يتسلط على متعلق ذلك، مثاله: من لا رد أن أكرمه أهنه، قالوا: معناه: من يرد أن لا أكرمه أهنه.

وتقول: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وكثير من أهل الكلام لا يجيزون ذلك، والصحيح جوازه؛ لأن المعنى: وما يشاء أن لا يكون لا يكن، فدخلت ما على يشاء، وهي في المعنى داخلة على معمولها المحذوف، ولو رددنا ذلك لرددنا: إن شاء الله شيئًا كان وإلا فلا، وهو كلام جميع العرب؛ ألا ترى أن التقدير: وإن لا يشاء أن لا يكون فلا يكون، والدليل على ذلك قول الشاعر:

إذا أعجبتك ............... ... ................... البيتين

ومعنى قوله: "وإن كان فيما لا ورى الناس آليَا" وان كان فيما يرى الناس لا يألوا كما ذكرنا فافهم.

الإعراب:

قوله: "إذا" للشرط، و "أعجبتك": فعل ومفعول، وقوله: "حال" بالرفع فاعله، و"الدهر": نصب على الظرفية, قوله: "من امرئ" جار ومجرور في محل الرفع؛ لأنه صفة لحال، أي: حال كائنة أو حاصلة من امرئ.

قوله: "فدعه": جواب الشرط، وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول, قوله: "وواكل": عطف على قوله: "فدعه"، و"أمره": مفعوله, قوله: "واللياليا": مفعول معه، أي: مع الليالي.

الاستشهاد فيه:

[في قوله: "واللياليا] (?) حيث نصب باعتبار المعية، وهذا أرجح على قول من يقول: إنه منصوب باعتبار العطف؛ لأن فيه تعسفًا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015