فَقَدْنِي وإيَّاهُمْ فإِنْ أَلْقَ بَعْضَهُمْ ... يَكُونُوا كَتَعْجِيلِ السَّنَامِ المُسَرْهَدِ
أقول: قائله هو أسيد بن إياس الهذلي.
وهو من الطويل.
قوله: "كتعجيل السنام": من عجلت الطعام: طبخته على عجلة، قال الجوهري: سنام مسرهد أي: سمين، وربما قيل لشحم السنام: مسرهد (?).
الإعراب:
قوله: "فقدني" أي: يكفيني، والفاء فيه إما للعطف وإما لتوشيح الكلام لأجل الوزن، قوله: "وإياهم" الواو فيه بمعنى: مع، ذكر بعض الفضلاء أن إياهم عطف على المعنى، وذلك لأن الياء في: "قدني" وإن كانت مجرورة بإضافة (?) قد إليها، فهي في المعنى منصوبة بدليل أن معنى قدك: ليكفك، وقدني: ليكفني، وقدك: مبتدأ، كقولك: قدك درهم، كحسبك درهم، وإذا جاز أن يتصور في حسبك، وهي معرفة معنى ليكفك، كان ذلك مع قد أحرى؛ ألا ترى إلى قوله (?):
إذَا كَانَتِ الهَيجَاءُ وانْشَقّت الْعَصَا ... فَحَسْبُكَ وَالضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ