إذا هي لمْ تَسْتَكْ بِعُودِ أَرَاكَةٍ ... تُنُخِّلَ فاسْتَاكَتْ به عودُ أَسْحَلِ
أقول: ذكر الزمخشري في المفصل (?)، وشارح كتاب سيبويه أن قائله: هو عمر (?) بن أبي ربيعة، وقال النحاس: قال الأصمعي: قائله هو طفيل الغنوي، ونسبه الجرمي في كتاب الفرخ للمقنع الكندي، والصحيح أنه لطفيل الغنوي.
وهو من قصيدة طويلة من الطويل يصف بها امرأة تسمى سُعْدَى، منها قوله (?):
ديَارٌ لِسُعْدَى إذْ سُعَادُ جَدَايَةٌ ... من الأدمِ خُمْصَانُ الحَشَى غَيرُ خُنثَلِ
هَجَانَ البيَاضِ أُشْرِبَتْ لَونَ صُفرَةٍ ... عَقِيلَةُ جَوّ عَازبٍ لَمْ يُجَلّلِ
1 - قوله: "لم تستك": من الاستياك، يقال: سوك فاه تسويكًا، واستاك يستاك ولا يذكر معه الفم، "أراكة" بفتح الهمزة؛ واحدة الأراك وهي شجر مرّ تتخذ منه المساويك، قوله: "تنخل" بضم التاء المثناة من فوق وضم النون وتشديد الخاء المعجمة، ومعناه: اختير، قوله: "أسحل" بفتح الهمزة (?)، وسكون السين وفتح الحاء المهملتين، وهو شجر دقيق الأغصان يشبه الأثل ينبت بالحجاز يتخذ منه السواك.
2 - قوله: "جداية" بكسر الجيم، وهي بنت شهرين أو ثلاثة من الظباء، والذكر -أيضًا- جداية، قوله: "خنثل" بضم الخاء المعجمة وسكون النون وضم الثاء المثلثة وفتحها، وهي العظيمة البطن المسترخية، ولم يسمع إلا في المؤنث، ويروى: غير خنبل - بالخاء المعجمة والنون والباء الموحدة، أي غير قصيرة.
3 - و "هجان البياض": كريمته، و: "الجو" بالجيم؛ البطن من الأرض، و "العقيلة": الكريمة.
ومعنى البيت المستشهد به: إذا لم تُرِدْ تلك المرأة الاستياك بعود أراكة اختير عندها ما هو خير