للتعليل؛ أي: فلأجل ذلك لم أتخذ، قوله: "مَؤئِلَا": مفعول لم أتخذ، وقوله: "إلا فِنَاءَكَ": استثناء مقدم منصوب لأنه عن غير موجب.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "مُغِيْثًا مُغْنِيًا مَنْ أَجَرْتَهُ" فإن قوله: "مُغِيثًا مُغْنيًا": اسمان وقد تنازعا في قوله: "مَنْ أَجَرْتَهُ" لأن كلًّا منهما يستدعي أن يعمل فيه (?).
قضَى كُلُّ ذِي دَينٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ ... وَعَزَّةُ مَمْطُول مُعَنًّى غَرِيمُهَا
أقول: قائله هو كثير بن عبد الرحمن، وهو من قصيدة من الطويل، وبعد البيت المذكور (?):
2 - إذا سُمْتُ نَفْسِي هَجْرَهَا واجْتِنَابَهَا ... رَأَتْ غَمَرَاتِ المَوْتِ فِيمَا أَسُومُهَا
3 - فَهَلْ تَجْزِيَنِّي عَزَّةُ القَرْضَ بِالهَوَى ... ثَوَابًا لِنَفْسٍ قدْ أُصِيبَ صَمِيمُهَا
4 - وَقدْ عَلِمَتْ بِالغَيْبِ أَنْ لَنْ أَوَدَّهَا ... إذَا هيَ لَمْ يَكْرُمْ عَلَيَّ كَرِيمُهَا
وكان السبب في هذا أن كثيرًا كان له غلام عطَّار بالمدينة، وربما باع نساء العرب بالنسيئة فأعْطَى عزةَ -وهو لا يعرفها- شيئًا من العطر فمَطَلتْه أيامًا، وحضرت إلى حانوته في نسوة وطالبها، فقالت له حبًّا وكرامة: ما أقرب الوفاء وأسرعه، فأنشد متمثلًا:
قضَى كُلُّ ذِي دَينٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ ... ..................... إلخ
فقالت النسوة: أتدري من غريمتك؟، فقال: لا والله، فقلن: هي واللَّه عزة، فقال: أشهدكن الله أنها في حِلٍّ مما لي في قِبَلَها، ثم مضى إلى سيده فأخبره بذلك، فقال كُثَيّرُ: وأنا أُشهد اللَّه