- ر -
أحمد بن الحسين، الشاعر المكي، كتاب "الشهاب الهاوي، على منشئ الكاوي" وكتاب "المنتقِد اللوذعي، على المجتهد الدعي" (?) .
واتهمه السخاوي. بعدم الإمعان في كل الفنون، وأنه يقع في التحريف والتصحيف كثيراً، لأنه يعتمد على بطون الدفاتر، وأنه تزبّب " قبل أن يصير حصرماً". ووصفه بالبلادة، لأنه لا يحسن علم الحساب كما ذكره عن نفسه، وأن مؤلفاته ليست له، وإنما هي من كتب المتقدمين التي لا عهد لكثير من المعاصرين بها، قد أخذها من المكتبة المحمودية، فغير فيها يسيراً، وقدم وأخر، ثم نسبها إلى نفسه، وأنه اختلس تصانيف الحافظ ابن حجر، ومسخها على غير وجهها، وأنه كان كثير الوقيعة في شيوخه فمن فوقهم، وأنه متهوس، ومترفع حتى على أمه (?) .
وقد رد هذه التهم، العلامة الشوكاني (?) ، وذكر أنها تحامل على السيوطي، وأن الأقران لا يقبل قول بعضهم في بعض، وأن ترجمة السخاوي له بهذه التهم، قد صدرت من خصم له، غير مقبول عليه.
وأنت ترى بعد ما ذكرناه لك، من قول أحدهما في الآخر، أن كثيراً من هذه التهم متبادلة بينهما، والذي يعرفه العلماء عنهما، أن السخاوي كان متفوقاً بمعرفة علل الحديث، لكثرة شيوخه، وقراءاته وسماعاته، وتدريبه بالمدربين المهَرَة، وأن السيوطي: كان متفوقاً بالحفظ، ومعرفة المتون، والإحاطة بها، وأنه امتاز بالوقوف على كثير من الروايات التي لم تشتهر عند العلماء، وبالوقوف على رجالها، مما جعله وحيداً في جمع الأجزاء الحديثية، وهي قد أضافت إلى العلم مادة جديدة، إذ بها يصير الضعيف التي تعددت طرقه مقبولاً، وهو عند من لم يغصْ غوصَه ليس بمقبول، وترفع السيوطي على السخاوي، وادعاؤه الاجتهاد، من بين أقرانه. وعدم مزاحمته لمجالس العلماء، كما زاحم السخاوي، هو السبب في تحامل السخاوي عليه.
مع أن كلاهما جيد في فنه، ومشارك في غيره، ولا يقبل قول المتنافسين بعضهم في البعض.