- ص -
يتقدمهم جلال الدين السيوطي، ويؤيده، الحافظ الدِّيمي، والبرهان البقاعي (?) ، وغيرهم.
فألف السيوطي مقامته المعروفة - بالكاوي في تاريخ السخاوي - والقول المجمل في الرد على المهمل. وترجم للسخاوي، في كتابه: نظم العقيان. ترجمة لا تليق بالسخاوي، ولم ينصفه فيها، وطعن في علمه، صريحاً في رسالته: الدوران الفلكي. علي ابن الكركي، وفي رسالته: ألوية النصر في خصّيصي بالقصر. ومن تعريضه به قوله:
قل للسخاوي إن تعروك مشكلةٌ ... علمي كبحر من الأمواج متلطمِ
والحافظ الدِّيمي غيث الزمان فخذ ... "غرفاً من اليم أو رشَفاً من الديم" (?)
انتقد السيوطي كتاب السخاوي "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" - وذكر أن المؤلف، جرح كثيراً من العلماء، وذكر مساوئهم، واحتقرهم، على وجه لا يحل، وبغير إنصاف في حكمه عليهم، حتى إنه ذكر ما رماهم به الشعراء في أهاجيهم، مع أنهم أئمة أعلام، ومن مشايخ الإسلام، مثل البلقيني، والقاياتي، والقلْقشَندي، والمناوي، وغيرهم، وذكر أن التجريح للرجال، لا حاجة إليه في هذه العصور، بعد أن دونت الكتب في رجال الإسناد، وبعد انتهاء عصر الرواية، والكلام في شأن من لا رواية له، من الغيبة المحرمة. وقول السيوطي بذلك مردود. فإن معرفة العدالة في كل عصر، لا بد منها، لقبول قول الفقيه، والمفتي، والشاهد، والمؤرخ. وحتى تقليد العالم بعد موته، مشروط بمعرفة عدالته، على أن علوم الأوائل، ورواياتهم، لا يقوم الاحتجاج بها، إلا إذا وصلت إلينا من طريق صحيح، يعتمد نقلَ العدل الثقة طبقة عن طبقة (?) ، فأمر السيوطي ينتهي بتسجيل الحسد منه على السخاوي، للمنافسة بينهما، وقول المتنافسين لا يقبل في بعض (?) .