المقابسات (صفحة 201)

غير متحرك، وأيضاَ أنية فقط، وأيضاً غير محض، يشتافه كل شيء سواه، ولا يشتاق إلى شيء سواه، وأيضاً هو وجود مطلق لكل وجود عقلي وحسي، وأيضاً هو الواحد بالقول المطلق، لا كالجنس الواحد، ولا كالشخص الواحد.

يقال: ما النفس أيضاً؟ الجواب: هو روح الله منبجسة بتوسط العقل.

يقال: ما الحس؟ الجواب: هو قوة روحانية تفعل فعلها من خارج.

يقال: ما الحركة؟ الجواب: هي على ثلثة أوجه: مستوية، ومستديرة، ومنفرجة.

يقال: ما الطبيعة؟ الجواب: هي صورة عنصرية ذات قوى متوسطة بين النفس والجرم لها مد وحركة وسكون عن حركة.

يقال: ما السماء؟ الجواب: هي جوهر مستدير مركب متحرك حركة شوق دائمة.

يقال: ما الفرح أيضاً؟ الجواب: هو انبساط الطبيعة من داخل إلى خارج، والطبيعة هنا الحرارة الغريزية. والحزن انقباض الطبيعة من خارج إلى داخل.

يقال: ما النوم أيضاً؟ الجواب: الجواب هو غوص القوى في عمق النفس.

يقال: ما الإرادة؟ الجواب: هي بدو حركة قوة بسيطة نفسانية عن فهم يعمه الشوق.

يقال: ما اللذة؟ الجواب: هو انطباق الشهوة الطبيعية من النفس بلا مانع.

يقال: ما الكل؟ الجواب: هو جوهر محيط بالأجزاء لا شخص له.

هذا آخر المقابسة التي أتت على حدود هذه الأشياء، وهي وإن كانت تحتمل التخفيف فبعض المطالبة والاعتراض ببعض الإستقصات قد حوت معاني غريبة وطرقاً واضحة، وقد كنت عرضت أكثر هذا على أبي سليمان وعلى غيره فما أصبت عند أحد منهم ما يحكى إلا ما قاله جماعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015