الوقفة الثامنة: مع الشرط الثامن: الكفر بما يعبد من دون الله

المراد بهذا الشرط:

أن يعتقد بطلان عبادة من سوى الله عز وجل، وأن كل المعبودات سوى الله باطلة، وجدت نتيجة جهل الشمركين وضلالهم؛ فمن أقرهم على شركهم، أو شك ففي بطلان ما هم عليه؛ فليس بموحد، ولو قال لا إله إلا الله، ولو لم يعبد غير الله1.

يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن الكفر بما يعبد من دون الله:

"وهذا من اعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله؛ فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال؛ بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يرحم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله. فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ولا دمه"2.

من الأدلة على هذا الشرط:

1- قول الله عز وجل: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] .

2- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله"، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله" 3.

وبعد: فهذه هي شروط "لا إله إلا الله"، ولا بد من اجتماعها، والمداومة عليها كي يختم للعبد بخاتمة حسنة؛ لأن الأعمال بالخواتيم.

فمتى حقق المسلم هذه الشروط، كان من أهل "لا إله إلا الله" القائمين بها علما وعملا واستحق محبة الله وثوابه، والتنعم في جنات النعيم4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015