من الأدلة على هذا الشرط:
1- قول الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: من الآية165] ، وللمفسرين في أفعل التفضيل "أشد حبا لله" قولان: أحدهما: الذين آمنوا أشد حبا لله من حب المشركين لله؛ لأن محبة المؤمنين خالصة، ومحبة المشركين مشتركة.
وثانيهما: الذين آمنوا أشد حبا لله من محبة المشركين لأندادهم1.
2- قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: من الآية54] ؛ فالله يحبهم بسبب تمسكهم بدينه وشرعه، وهم يحبونه، ويمتثلون أوامره، ويجتنبون نواهيه.
3- قول الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31] . يقول الحسن البصري رحمه الله عن هذه الآية: "قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إنا نحب ربنا حبا شديدا، فأحب الله أن يجعل لحبه علما، فأنزل الله تعالى هذه الآية"2.
4- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"3.
واجتماع هذه الشروط يحقق حلاوة الإيمان؛ فيستلذ العبد الطاعات، ويحتمل المشاق، إذا كان ذلك في سبيل رضا الله عز وجل، ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم.