المبحث الثاني: توحيد الأسماء والصفات

...

المبحث الثاني: توحيد السماء والصفات

توحيد الأسماء والصفات أحد أنواع التوحيد الثلاثة، ويمكن الحديث عنه بإيجاز في الوقفتين التاليتين:

الوقفة الأولى: تعريف توحيد الأسماء والصفات

يعرف هذا النوع من أنواع التوحيد بأنه: إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى به نفسه، ووصف به نفسه؛ في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، نفيا وإثباتا؛ فيثبت له ما أثبته لنفسه، وينفي عنه ما نفاه عن نفسه؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل1.

الوقفة الثانية: في ذكر بعض أصول أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات

هذا النوع من أنواع التوحيد ينبني عند أهل السنة والجماعة2 على أصول، منها:

1- تنزيه الله عز وجل عن مشابهة صفات الحوادث؛ فالله عز وجل ليس كمثله شيء بوجه من الوجوه؛ لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله3؛ كما أخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [الشورى: من الآية11] .

2- الإيمان بجميع ما وصف الله به نفسه، أو وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة لا مجازا، على الوجه اللائق بكماله وجلاله، فكما لايجوز تمثيل صفاته عز وجل بصفات خلقه، كذلك لا يجوز نفي الصفات التي وصف بها نفسه.

والملاحظ على الآية المذكورة آنفا أنها ذات شقين؛ أحدهما: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} رد على أهل التشبيه والتمثيل، والآخر: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} رد على أهل النفي والتعطيل.

3- قطع الطمع عن إدراك كيفية صفاته عز وجل؛ إذ العباد لا يعلمون كيفية ما أخبر الله به عن نفسه؛ لأن عقولهم لا تطيق "كنه معرفته عز وجل، ولا تقدر ألسنتهم على بلوغ صفته"4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015