المبحث الثاني: أنواع الكفر الأكبر

تمهيد:

الكفر نوعان: كفر أكبر، وكفر أصغر؛ فالكفر الأكبر اعتقادي، يخرج من الإيمان بالكلية. والكفر الأصغر عملي، ينافي كمال الإيمان، ولا ينافي مطلقه؛ فهو لا يخرج من الإيمان بالكلية، بل ينقص من كماله1.

والحديث في هذا المبحث منصب على الكفر الأكبر، وهو الاعتقادي، الذي ينافي الإيمان، ويضاده من كل وجه، ويخرج صاحبه عن الدين والملة، ويوجب له الخلود في النار، كما قال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6] .

وغنما قلنا عن هذا النوع إنه اعتقادي، لأن مقره القلب.

وقلنا إنه ينافي الإيمان ويضاده؛ لأننا عرفنا الإيمان بأنه قول وعمل؛ "قول القلب وعمله، وقول اللسان، وعمل الجوارح"؛ فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بالكلية، وإذا زال تصديق القلب، لم تنفع البقية1. والكافر جاحد غير مصدق كما بينا ذلك آنفا.

والكفر الأكبر أنواع متعددة، من لقي الله بنوع منها، لم يغفر له، وقد ذكر بعضها العلامة ابن القيم رحمه الله بقوله: وأما الكفر الأكبر، فخمسة أنواع: كفر تكذيب، وكفر استكبارا وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شكن وكفر نفاق2.

ومن أنواع الكفر الأكبر أيضا: كفر البغض، والكفر بدعوى علم الغيب.

وسأقتصر على ذكر بعض أنواع الكفر الأكبر -بإذن الله- في المطالب التالية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015