...
المبحث الثالث: وسائل الشرك المنافية للتوحيد، أو لكفاله
تمهيد:
رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد من كل ما ينقضه، أو ينقصه، وحذر أمته من المساس به، وسد كل طريق يؤدي إلى نقيضه، أو يخدش كماله، وشبه حرصه على أمته بقوله: "إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يحجزهن، ويغلبنه، فيتقحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار: هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني، تقحمون فيها " 1؛ فهو الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم، الرؤوف بهم، الحريص على وقايتهم من سبل الغواية، وحمايتهم من كل ما يكون سببا في هلاكهم.
ولكن بعض هذه الأمة عصت نبيها بفعل بعض ما نهاها عنه وحذرها منه، واتبعت خطوات الشيطان الذي زين لهم الباطل ودعاهم إليه، وكانت من نتيجة هذا العصيان:
الوقوع في نقيض التوحيد2، أو فيما ينقص من كماله3.
ولا ريب أن هؤلاء قبل أن يقعوا فيما وقعوا فيه، كانوا قد سلكوا وسائل حذروا من سلوكها، وطرقا كان قد طلب منهم أن لا يطرقوها.
ومعرفة هذه الوسائل من الأمور المعينة على تجنبها. ويمكن بيان بعضها في المطالب التالية: