ومنه أيضًا إلى سواحل مصر على البحر الأحمر حيث تنقلها القوافل إلى نهر النيل، ثم إلى الإسكندرية1. فهو ميناء مهم لتصدير التجارات، واستيرادها في أرض النبط.
وميناء Leulke Kome "لويكة كومة" هو "الحوراء" أو "ينبع" على ساحل الحجاز، وقد كان من الموانئ المهمة في تلك الأيام2. وسوف أتحدث عنه في موضع آخر من هذا الكتاب.
وقد ظن "أوليوس غالوس"، أنه سيلاقي من العرب مقاومة شديدة في البحر، لذلك قرر بناء أسطول قوي يتألف من ثمانين سفينة كبيرة محاربة ومن عدد من السفن الخفيفة، وشرع بإعداده في ميناء "قفط" "قفطس" بـ Kleopatris على قناة النيل القديمة، ولما تبين له من الاستخبارات، أن العرب لم يكونوا يملكون أسطولًا، وأنهم لا يستطيعون مقاومة الرومان، أسرع فنقل جيشه على ظهر "130" سفينة نقل إلى ميناء "لويكة كومة" وكان في هذا الجيش الذي بلغ عدده عشرة آلاف محارب، ألف من النبط و "500" من اليهود3.
وفي ميناء "لويكة كومة" تجمع جيش الحملة، ومنه تقدم "أوليوس غالوس" نحو اليمن، فدخل أولًا أرضًا لم يذكر "سترابون" اسمها، وإنما ذكر أنها كانت أرض ملك يدعى صلى الله عليه وسلمretas أي "الحارث" وكان من ذوي قرابة "عبادة" Obadas ملك النبط، وقد استقبل الرومان استقبالًا حسنًا، ورحب بهم، ومنها سار في أرض وعرة قليلة الزرع والأشجار مدة ثلاثين يومًا إلى أرض مأهولة بالأعراب تدعى "أرارين" "عرارين" صلى الله عليه وسلمrarene، عليها ملك اسمه Sabos قطعها "غالوس" في خمسين يومًا حتى بلغ مدينة تدعى "نجراني" Nصلى الله عليه وسلمGRصلى الله عليه وسلمNI، ومنطقة خصبة مزروعة آمنة، هرب ملكها، وأخذ الرومان مدينته، وبعد مسيرة ستة أيام عنها بلغ نهرًا جرت عنده معركة خسر فيها المهاجرون عشرة آلاف رجل. أما الرومان فلم يخسروا غير رجلين، ومرد ذلك في زعم "سترابون" إلى تفوق الرومان في أساليب القتال وفي عدد الحرب التي لديهم،