ويرى بعض الباحثين أن "باتيس" رضي الله عنهatis هذا الذي وقف بوجه جيوش الإسكندر وقاومها هذه المقاومة العنيفة، في حوالي سنة "332ق. م."1 كان رجلًا عربيًّا اسمه "باطش"، أي الفاتك. ويستدلون على ذلك بورود اسم رجل في الكتابات النبطية، هو "بطشو"، أي "باطش"2. وقد حرف ذلك الاسم فصار3 رضي الله عنهatis وهم يرون أن غالبية سكان "غزة" كانت من العرب منذ زمن طويل قبل الميلاد وأنها كانت نهاية طرق القوافل البرية التجارية التي كان يسلكها التجار العرب القادمون من اليمن والحجاز ومن مواضع أخرى، ولا يعقل لذلك أن يكون حاكمها إيرانيًّا، كما ذهب إلى ذلك بعض المؤرخين فرجحوا لذلك رأي من يقول: إن "الباطش" رضي الله عنهatis، كان من العرب4.
لقد كانت "غزة" المركز الرئيسي للتجار العرب على البحر المتوسط، فإليه تنتهي التجارة العربية، ومنه يتسوق التجار العرب البضائع التي ترد إليه من موانئ هذا البحر. ولما فتحت المدينة أبوابها، لجيش الإسكندر بعد ذلك الحصار الشاق، وجد اليونان فيها مقادير كبيرة، من المر واللبان وحاصلات العربية الجنوبية، فاستولوا عليها، فخسر التجار العرب بذلك خسارة فادحة5.
ونجد في كتاب "تأريخ الإسكندر" لـ "كوينتس كورتيوس" Quintus Curtius، خبرًا يفيد أن "الإسكندر" أخذ من أرض العرب المنتجة للبخور كمية من البخور لإحراقها للآلهة تقربًا إليها، غير أننا لا نستطيع تصديق هذه الرواية؛ لأن جيوش الإسكندر لم تتمكن من دخول جزيرة العرب، ولم تصل إلى أرض البخور6. إلا أن يكون حكامها قد أرسلوا البخور المذكور هدية إليه، أو ضريبة من التجار العرب في مقابل السماح لهم ببيعه في الأسواق التي استولى عليها اليونان.