لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر أمين الله كيف تريد
أيدعى خثيم والشريد أمامنا ... ويدعى رباح قبلنا وطرود
فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك بني حر ونحن عبيد
ولمالك بن عامر بن هانئ بن خفاف الأشعري، قصيدة طويلة يشرح فيها أحواله، مذ كان في الجاهلية إلى دخوله في الإسلام، ومجيئه النبي، ثم اشتراكه في الفتوح والقادسية، ثم مساهمته في حرب صفين مع "علي". وقد ختمها بقوله:
كأن الفتى لم يعش ليلة ... إذا صار رمساعلى صور
وطول بقاء الفتى فتنة ... فأطول لعمرك أو أقصر
وقيل إنه أول من عبر دجلة يوم المدائن، وله في ذلك قصيدة رجز2.
ولقصيدة "مالك" الطويلة أهمية خاصة بالنسبة لدارسي الأدب العربي، لأنها تتناول ترجمة حياة الشاعر، وتسجل سيرته بشعر، وهو نموذج لم يتطرق إليه شعراء العربية بكثرة.
و"مالك بن عمير" السلمي من الشعراء المعروفين، ذكر أنه جاء إلى النبي فقال: "يا رسول الله إني امرؤ شاعر، فافتني في الشعر؟ " فقال: "لأن يمتلئ ما بين لبتك إلى عاتقك قيحا خير لك من أن تمتلئ شعرا" ويذكر الخبر أنه قال للرسول: "فامسح عني الخطيئة"، فمسح الرسول يده على رأسه ثم أمرها على كبده ثم على بطنه، وترك بعد ذلك الشعر3.
ومن المخضرمين "شبيل بن ورقاء" "شبيل بن وفاء" من زيد بن كليب بن يربوع، وكان شاعرا مذكورا جاهليا، فأدرك الإسلام وأسلم إسلام سوء.
وكان لا يصوم رمضان، فقالت له بنته: ألا تصوم؟ فقال:
تأمرني بالصوم لا در درها ... وفي القبر صوم يا تبال طويل4