فزدها في عطاء لبيد، وله قوله:
المرء توّاق إلى ما لم ينل ... والموت يتلوه ويلهيه الأمل
وأنشد له "أبو الفرج" أرجوزة يهجو فيها سجاح التي ادعت النبوة وتزوجت بمسيلمة الكذاب1.
وكان "هريم بن جواس" التميمي، يهاجي "الأغلب"، وهو من المخضرمين، وافقه بسوق عكاظ، فقال له:
قبحت من سالفة ومن قفا ... عبد إذا ما رسب القوم طفا
فما صفا عدوكم ولا صفا ... كما شرار البقل أطراف السفا
فقال له: من أنت ويلك؟ قال:
أنا غلام من بني مقاعس ... الضاربين فلك الفوارس2
ومن الشعراء المخضرمين: "عقيبة بن هبيرة" الأسدي. وكان جريئا، وفد على معاوية بن أبي سفيان فدفع إليه رقعة فيها:
فهبنا أمة ذهبت ضياعا ... يزيد أميرها وأبو يزيد
أكلتم أرضنا فجردتموها ... فهل من قائم أو من حصيد
أتطمع في الخلود إذا هلكنا ... وليس لنا ولا لك من خلود
ذروا خون الخلافة واستقيموا ... وتأمير الأراذل والعبيد
وأعطونا السوية لا تزركم ... جنود مردفات بالجنود
فقال له معاوية: ما جرأك على؟ قال: نصحتك إذ غشوك، وصدقتك إذ كذبوك! فقال: ما أظنك إلا صادقا! فقضى حوائجه3.
ومنهم "حضرمي بن عامر بن مجمع بن موألة "مولة" من بني أسد،