"أبي بكر" ثم عاد إلى الإسلام، وقال لأبي بكر: قصتي وقصة الأشعث بن قيس الكندي واحدة، فما بالكم أكرمتموه وزوجتموه، ولم تفعلوا ذلك بي، فأجاب سالم عن ذلك بقوله:

يا عيينة بن حصن آل عدي ... أنت من قومك الصميم صميم

لست كالأشعث المعصب بالتا ... ج غلاما قد ساد وهو فطيم

جده آكل المرار وقيس ... خطبه في الملوك خطب عظيم

إن تكونا أتيتما خطب العذ ... ر سواكما تقد الأديم

فله هيبة الملوك وللأشـ ... ـعث إن حان حادث قديم

إن للأشعث بن قيس بن معدي ... كرب عزة وأنت بهيم1

وأتى "سالم بن دارة" عدي بن حاتم، فمدحه، فشاطره "عدي" ماله2.

والأغلب بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دُلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن الصعب بن علي بن بكر بن وائل، من الشعراء المخضرمين، ويعد من أرجز الرجاز، وأرصنهم كلاما وأصحهم معاني. وهو أول من أطال الرجز، وكان الرجل قبله يقول البيت والبيتين إذا فاخر أو شاتم. وذكر أنه استشهد بنهاوند3. وله ديوان4. وقيل إن الخليفة "عمر" كتب إلى "المغيرة بن شعبة" وهو على الكوفة، أن استنشد من قبلك من الشعراء عما قالوه في الإسلام، فكتب إلى لبيد، فكتب لبيد إليه سورة البقرة في صحيفة، وقال: قد أبدلني الله بهذه في الإسلام مكان الشعر، وجاء "الأغلب" إلى المغيرة، فقال له:

أرجزا تريد أم قصيدا ... لقد طلبت هينا موجودا

فكتب بذلك إلى "عمر"، فكتب إليه أن أنقص من عطاء الأغلب خمسمائة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015