"الوليد بن عقبة"، يشرب الخمر معه، ولما صار "الوليد بن عقبة" إلى "الرقة"، سار "أبو زيد" إليه، فكان ينادمه، وكان يحمل في كل يوم أحد إلى البيعة، فيحضر مع النصارى، ويشرب، ولما مات دفن على "البليخ"، وهناك أيضا قبر "الوليد بن عقبة"1. وقد اشتهر بوصف الأسد، وكان مغرى بوصفه في شعره2. وورد في رواية أنه أسلم بتأثير "الوليد بن عقبة" عليه. لكن الأغلب أنه بقي على نصرانيته، وقد استعمله "عمر" على صدقات قومه، ولم يستعمل نصرانيا غيره. قيل إنه رثى "علي بن أبي طالب" وكان له أخ "من خلصة ملوك العجم". وذكر أنه بقي إلى أيام معاوية3.
و"الشماخ بن ضرار" الذبياني من الشعراء كذلك، أدرك الجاهلية والإسلام. و "الشماخ" لقب، واسمه "معقل"، وقيل "الهيثم". "قال ابن الكلبي: كان الشماخ أوصف الناس للخمر وللقوس"، وأرجز الناس على بديهة، وهو كثير الهجاء، له مهاجاة مع "الحليج بن سعد" التغلبي. وله شعر في مدح "عرابة" الأوسي، وكان قدم المدينة، فأوقر له عرابة راحلته تمرا وبرا وكساه وأكرمه4. وكان له أخوان: مزرد وجزء، رويت مقطعات صغيرة من شعرهما. وللشماخ ديوان شعر مطبوع5. قال عنه "ابن سلام": "فأما الشماخ: فكان شديد متون الشعر، أشد أسر الكلام من لبيد، وفيه كزازة. ولبيد أسهل منه منطقا، وكان للشماخ إخوة، وهو أفحلهم، ومزرد هو أشبههم به6. ذكر أن "الوليد بن عبد الملك" أنشد شيئا من شعره في وصف الحمير، فقال: ما أوصفه لها، إني لأحسب أن أحد أبويه كان حمارا. قيل: كان يهجو قومه