لابن سلام1. وكان "ضابئ"، رجلا بذيًّا كثير الشر، وكان بالمدينة، صاحب صيد وصاحب خيل، وقد حبسه عثمان، وبقي في سجنه حتى مات2.
و"سحيم" عبد بني الحسحاس، شاعر مشهور مخضرم، أدرك النبي، وتمثل النبي بشيء من شعره. وكان عبدا أسود شديد السواد أعجميا. وذكر أن اسم "عبد بني الحسحاس" "حميمة"، وقيل "سُحيم"، وأنه شبب بنساء قومه، ثم ببنت سيده فقتله سيده. وقيل إن قتله كان في خلافة عثمان3. وله ديوان مطبوع4. وورد أن "عمر" أمر بقتله لأبيات فاحشة. وذكر أنه حُفر له أخدود وضع فيه وألقي عليه الحطب ثم أحرق5. وورد أن "عمر" استنشده شعره، وأنه أنشده قصيدته:
ودع سليمى إن تجهزت غاديا ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا6
وكان سحيم حبشيا معلّطا قبيحا، وهو القائل في نفسه:
أتيت نساء الحارثيين غدوة ... بوجه يراه الله غير جميل
فشبهني كلبا ولست بفوقه ... ولا دونه إن كان غير قليل
اشتراه "عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي"، وكتب إلى "عثمان": "إني قد اشتريت لك غلاما حبشيا شاعرا، فكتب إليه عثمان: لا حاجة بنا إليه، فاردده، فإنما حظ أهل العبد الشاعر منه إذا شبع أن يشبب بنسائهم، وإذا جاع أن يهجوهم". "ويقال سمعه عمر بن الخطاب ينشد:
ولقد تحدر من كريمة بعضهم ... عرق على جنب الفراش وطيب