وهجا أمه بشعر موجع منه قوله:
تنحي فاقعدي مني بعيدا ... أراح الله منك العالمينا
ألم أوضح لك البغضاء مني ... ولكن لا أخا لك تعقلينا
أغربالا إذا استودعت سرا ... وكانونا على المتحدثينا
جزاك الله شرا من عجوز ... ولقاك العقوق من البنينا
حياتك ما علمت حياة سوء ... وموت قد يسر الصالحينا
ثم هجا أخاه وزوجته، فلما لم يبق أمامه أحد سلم من هجائه إلا نفسه، إذ اطلع في حوض فرأى وجهه فقال:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه ... فقبح من وجه وقبح حامله1
وقد جعل "المعري" هذا الشعر، سببا دخل به الجنة، لقوله بالصدق2.
وله قصيدة "سينية" مشهورة، هجا فيها "الزبرقان بن بدر"، فسجنه "عمر" عليها، منها قوله:
ملوا قراه وهرته كلابهم ... وجرحوه بأنياب وأضراس
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وفيها:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
وقد قال "أبو عمرو بن العلاء" عن هذاالبيت""لم تقل العرب قط بيتا، أصدق "منه4.