الفساد التي وقعت بين جديلة والغوث إلى "بني بدر" حيث يقول:

وفر من الحرب العوان ولم يكن ... بها حاتم طبا ولا متطببا

وريب حصنا بعد أن كان آبيا ... أبوة حصن فاستقال وأعتبا

أقم في بني بدر ولا ما يهمنا ... إذا ما تقضت حربنا أن تطربا1

وقد أسره "ثوب بن شحمة" العنبري، وكان شريفا في قومه، وكان يقال له "مجير الطير"، لأنه أجار الطير في أرضه، فكان لا يثار ولا يصاد بأرضه2.

فقال حاتم:

إذا ما بخيل الناس هرت كلابه ... وشق على الضيف الغريب عفورها

فإني جبان الكلب بيتي موطأ ... جواد إذا ما النفس شح ضميرها

ولكن كلابي قد أقرت وعُوّدت ... ليل على من يعتريها هريرها3

وظل "حاتم" أسيرا عنده زمانا، وقد عير "ثوب بن شحمة" بأنه وقومه أكلوا لحم المرأة، فقال شاعر:

عجلتم ما صادكم علاج ... من العنوق ومن الدجاج

حتى أكلتم طفلة كالعاج4

وقد وصفت ابنته أباها للرسول، وكان قد سألها عن أبيها على هذه الصفة: "كان أبي يفك العاني ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط".

ووصفه "ابن الأعرابي" بقوله: "كان جوادا يشبه شعره جوده، ويصدق قوله فعله ... إذا غنم أنهب وإذا سئل وهب ... وإذا أسر أطلق"5. ويجب أن تكون وفاة "حاتم" غير بعيدة عن ظهور الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015