ولدينا قطعة من الشعر نسبت إليه، وردت فيها أسماء مواضع مثل: "هضب ذي الأسناد"، و "السيلحين"، و"برقة الأثماد"، ثم أشار إلى معركة وقعت بين "إياد" قومه وبين "تنوخ" انتصفت فيها "إياد" من تنوخ إذ يقول:
ولقد صببن على تنوخ صبة ... فجزيتهم يوما بيوم قحاد1
وكان علماء العربية لايستشهدون بشعر "أبي دؤاد" ولابشعر "عدي بن زيد العبادي"، لأن ألفاظهما ليست بنجدية2.
ذكر "الجاحظ" أن "أبا إياس" النصري، وكان أنسب الناس، كان يقول: "كانوا يقولون: أشعر العرب أبو دواد الإيادي، وعدي بن زيد العبادي"3. ويروي "الأصمعي" أن الرواة لا تروي شعر أبي دؤاد ولا عدي بن زيد، لأن ألفاظهما ليست بنجدية، ولمخالفتهما مذاهب الشعراء4، ولم يكن "الأصمعي" ممن يهوى إليه كثيرا، بدليل أنه جعل شعره صالحًا غير أنه لم يجعله في عداد فحول الشعراء5.
وورد في الأخبار أن "الحطيئة"، كان يرى أنه أشعر الناس. فقد ورد أن "سعيد بن العاص" سأل "الحطيئة": أي الناس أشعر؟ قال: الذي يقول:
لا أعد الإقتار عدما ولكن ... فقد من قد رزئته الأيام
وقائل هذا البيت، هو أبو داود الإيادي6.
وكان "أبو الأسود الدؤلي"، وهو من الحذاق العالمين بالشعر، يتعصب له7.