وينسب رواة الشعر له شعرا زعم أنه قال فيه:

ضربنا على تبع جزية ... جياد البرود وخرج الذهب

وولى أبو كرب هاربا ... وكان جبانا كثير الكذب

وأتبعته فهوى للجبين ... وكان العزيز لها من غلب1

وتبع، لقب يطلقه العرب على ملك حمير، فيقولون تبابعة اليمن، يريدون ملوك اليمن. والتبع "أبو كرب" هو الملك: "أبو كرب أسعد" وهو ابن الملك "ملك كرب يهأمن"، الذي حكم من سنة "385" حتى السنة "420" للميلاد2. ولكن كيف ضرب "إياد" الجزية على "تبع"، وكيف وصل الشاعر إلى اليمن البعيدة عن إياد؟ قد يقال إنه أشار إلى غزو قام به أحد ملوك الحيرة على "أبي كرب أسعد"، تبع اليمن، انتصر فيه ملك الحيرة على التبع، وكان هو وقومه قد ساهموا فيه، ولكننا لا نستطيع التأكد من ذلك، إذ من يثبت لنا أن هذا الشعر هو شعر صحيح، لم تصنعه العدنانية على لسانه في الإسلام حتى نصدق بصحة الخبر!

ونجد في شعره إشارة إلى "قباذ"، والي "الحضر"، إذ يقول:

أين ذو التاج والسرير قباذ ... خبنته الأيام فباد إحدى الخبون

ولقد عاش آمنا للدواهي ... ذا عتاد وجوهر مخزون

وأرى الموت قد تدلى من الحضر ... على رب أهله الساطرون

صرعته الأيام من بعد ملك ... ونعيم وجوهر مكنون

ملك الخضر والفرات فما دجلة ... شرقا فالطور من عابدين

ولقد كان في كتائب خضر ... وبلاط يشاد بالآجرون3

و"قباذ" ملك من الساسانين حكم من سنة "483-531" بعد الميلاد، وأما"الساطرون" فقد تحدثت عنه في الجزء الثاني من هذا الكتاب4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015