يذكر أن جار "أبو دؤاد"، هو "كعب بن مامة"، وأنشد لقيس بن زهير بن جذيمة في ربيعة بن قُرط:

أحاول ما أحاول ثم آوي ... إلى جار كجار أبي دؤاد1

ويظهر أن "قباذ" لما أرسل جيشاعلى "إياد" هربت من مواطنها فأجازها "الحارث بن همام". وورد في رواية أن جدبا حل بإياد، فاضطرت بطونها إلى الارتحال إلى مواضع أخرى، وكانت لهم ناقة اسمها "الزباء"، كانوا يتبركون بها، فخرجت تلتمس لهم الخصب والمرعى، حتى بركت بالحارث بن همام، فنزلت إياد عنده، وأجارهم2.

وتذكر رواية أن "الحارث بن همام" ودى ابنا لأبي دؤاد. غرق حين كان أبو دؤاد في جواره، فمدحه. فحلف الحارث أنه لا يموت لأبي دؤاد ولد، إلا وداه، ولا يذهب له مال إلا أخلفه عليه3.

ويرى "غرونباوم" أن "أبا عبيدة"، هو الذي صير "كعب بن مامة" الإيادي جار "أبي دؤاد"، وقد تابعه من جاء بعده على ذلك، فصار "كعب" بذلك مجير شاعرنا، بينما هو "الحارث بن همام"4. وسبب ذلك أن "كعبا" كان قد اشتهر بالكرم والإيثار وتقديم الغريب على نفسه، حتى إنه ضحى بنفسه في سبيل صاحبه "النميري" حتى فضله بعض أهل الأخبار على "حاتم" الطائي في الجود5. ثم إن كعبا من إياد، فربما فضل بنو إياد أن يكون منهم أسخى وأكرم رجل في العرب، على أن يكون من غيرهم، ولذلك افتخروا به، فنسبوا الجوار له، وحذفوه من "الحارث بن همام"، وهو من "بني شيبان".

وهناك رواية تجعل "المنذر" جارا لأبي دؤاد، لأنه ودى أبناء "أبي دؤاد"، ودى كل ابن بمائتي بعير، حينما قتلهم "رقبة بن عامر" البهراني، وكان رقبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015