نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من أطواد
أرض تخيرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أم دؤاد1
وكعب بن مامة من إياد، وابن أم دواد، هو الشاعر أبو دؤاد "أبو داود" الإيادي. و "أنقرة" موضع بالعراق على مقربة من الحيرة2. ويظهر من هذا الشعر، أن "إيادا" أو فرعا منها، نزلوا بأنقرة، بزعامة كعب بن مامة والشاعر "أبو دؤاد".
وكان في عصر "كعب بن مامة" الإيادي، الذي آثر بنصيبه من الماء رفيقه "النميري" فمات عطشا، فضرب به المثل في الجود، وبلغه عنه شيء فقال:
وأتاني تقحيم كعب إلى المنـ ... ـطق إن النكيثة الأقحام
في نظام ما كنت فيه فلايحـ ... ـزنك قول لكل حسناء ذام
ولقد رابني ابن عمي كعب ... إنه قد يروم ما لا يرام
غير ذنب بني كنانة مني ... إن أفارق فإنني مجذام
وكان بعض الملوك أخافه، فصار إلى بعض ملوك اليمن فأجاره فأحسن إليه، فضرب المثل بجار أبي دؤاد، قال طرفة:
إني كفاني من هم هممت به ... جار كجار الحذاقي الذي انتصفا
والحذاقي هو "أبو دؤاد"، والحذاق قبيلة من إياد.
ويقال: إنما أجاره الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان، وذلك أن قباذ سرح جيشا إلى إياد، فيهم الحارث بن همام، فاستجار به قوم من إياد فيهم أبو دؤاد، فأجازهم.
وذكر أن جار "أبي دؤاد" هو كعب بن مامة3، وكان "أبو عبيدة"