"دكين العذري" في موضع ثالث1، مما يدل على أنه أخذ من مصادر مختلفة، اختلفت فيما بينها في نسبة القصيدة إلى صاحبها2. كما نجد الرواة يختلفون فيما بينهم في ترتيب أبيات القصيدة، فمنهم من يقدم فيها، ومنهم من يؤخر، ويبعث هذا الاختلاف الريبة في صحة نسبة القصيدة إلى السموأل3.
ولما تحدث "ابن قتيبة" عن الشاعر "دكين بن رجاء" من بني فُقيم الراجز، وهو من شعراء العصر الأموي، ومن المتصلين بـ "عمر بن عبد العزيز"، قال عنه: إنه هو القائل:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يضرع عن اللؤم نفسه ... فليس إلى حسن الثناء سبيل4
ويرى "ونكلر" أن قصة الوفاء هذه هي أسطورة استمدت مادتها من أسفار "صموئيل الأول" في التوراة، ومن الأساطير العربية القديمة نظمت على هذه الصورة فجعل بطلها شخصين هما: "السموأل"، و "امرؤ القيس"5.
وإذا تتبعنا الروايات الواردة في قصة وفاء السموأل، وذبح ابنه، وامتناعه عن تأدية الأمانة المودعة لديه، إلا لأصحابها الشرعيين، نجد أنها ترجع إلى موردين رئيسين: قصة "دارم بن عقال" وشعر الأعشى.
وذكر "ابن سلام"، أن للسموأل "كلمة له طويلة"، يقول فيها:
إن حلمي إذا تغيب عني ... فاعلمي أنني عظيما رزيت6
وقد وردت في الأصمعيات7، وهي تتحدث عن نشأة الإنسان وحياته وبعثه بعد