وقد قال "ابن سعد" إنه عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين، ومات وهو ابن عشرين ومائة1. وذكر أنه مات في أيام معاوية2.
وقد كان حسان ممن مشى بين الناس بحديث الإفك، وهو ممن نزلت بحقه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 3، لأنه مشى بالإفك مع من مشى به. وهم "عبد الله بن أبي" رأس المنافقين بالمدينة، ومسطح، وحمنة بنت جحش. وقال بعضهم إن الذي تولى كبره منهم "حسان بن ثابت". قيل لعائشة، وقد دخل عليها "حسان بن ثابت: "أليس الله يقول: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} . قالت: أليس قد أصابه عذاب عظيم. أليس قد ذهب بصره وكنع بالسيف! "4. وروي أنه جلد مع "مسطح" بسبب الإفك5.
واعتذر "حسان" من قوله في الإفك بقوله:
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ... فلا رفعت سوطي إلي أناملي
ثم يقول:
فإن الذي قد قيل ليس بلائط ... ولكن قول امرئ بي ماحل6
وقد أسرف "حسان" في إفكه بحديث الإفك، حتى آلم النبي، ويظهر أنه لم يكن من أولئك الأشخاص الذين كانوا يتحرجون من الهجوم على أقرب الناس إليهم، في حالة تسرعه وتأثره، فهو شاعر، ومن عادة الشعراء عدم الاستقرار. وكان عليه أن يدافع عن "عائشة"، باعتباره شاعر نبيه، لا أن يساهم مع