إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر ... فعبد مناف سرها وصميمها
فإن حصلت أشراف عبد منافها ... ففي هاشم أشرافها وقديمها1
ونسبت له قصيدة ذكر أنه قالها لما خشي "أبو طالب" دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، تعوذ بها بحرم مكة وبمكانه منها، وتودد فيها أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مسلم الرسول ولا تاركه أبدا حتى يهلك دونه. إذ يقول:
ولما رأيت القوم لا ود فيهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل
وقد صارحونا بالعداوة والأذى ... وقد طاوعوا أمر العدو المزايل2
وهي قصيدة طويلة، قال "ابن هشام" في آخرها: "هذا ما صح لي من هذه القصيدة وبعض أهل العلم ينكر أكثرها"3. ويظهر أنها وردت بصورة أطول في سيرة "ابن إسحاق"، إلا أن "ابن هشام" طرح منها ما شك في أصله وما لم يثبت عنده أنه من شعر "أبي طالب"، واكتفى بهذا القدر الذي دوّنه في سيرته.
وفي جملة ما جاء في القصيدة المذكورة قوله:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقد ذهب "ابن سلام" إلى أن الرواة زادوا في قصيدة أبي طالب وطولوها فأبعدوا آخرها عن أولها. وتعرض لها "الرافعي" فقال: "وقد يزيدون في القصيدة ويبعدون بآخرها متى وجدوا لذلك باعثا، كقصيدة أبي طالب التي قالها في النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مشهورة أولها:
خليلي ما أذني لأول عاذل ... بصغواء في حق ولا عند باطل4