سأمدح مالكا في كل ركب ... لقيتهم وأترك كل رذل
فما أنا والبكارة من مخاض ... عظام جلة سدس وبزل
وقد عرفت كلابُكم ثيابي ... كأني منكم ونسيت أهلي
نمتكم من بني شمخ زناد ... لها ما شئت من فرع وأصل1
وله أيضا:
فكم فيهم من سيد وابن سيد ... وفيّ بعقد الجار حين يفارقه
يكاد الغمام الغر يزعب إن رأى ... وجوه بني لأم وينهل بارقه2
وله في "بني نمير" قوله:
مهلا نمير فإنكم أمسيتم ... منا بثغر ثنيّة لم تستر
سودا كأنكم ذئاب خطيطة ... مطر البلاد وحرمها لم يمطر
يحبون ما بين أجا وبرقة عالج ... حبو الضباب إلى أصول السخبر
وتركتم قصب الشريف طواميا ... تهوى ثنيته كعين الأعور3
وله في الاتعاظ والاعتبار بدروس الغابرين، قوله:
ألا ترى مأربا ما كان أحصنه ... وما حواليه من سور وبنيان
ظل العبادي يسقي فوق قلته ... ولم يهب ريب دهر حق خوان
حتى تناوله من بعد ما هجعوا ... يرقى إليه على أسباب كتان4
ولما في حياة الصعالكة من غرابة وطرافة ومغامرات، تستلذ لسماعها الآذان، وضع الوضاعون عليهم إخبارا كثيرة وأشعارا عديدة، تجد بعضها تحكي الأيام