ونسب "المرتضى" له قوله:

وإني من القوم الذين همُ همُ ... إذا مات منهم ميت قام صاحبه

نجوم سماء كلما غاب كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه

وما زال منهم حيث كان مسود ... تسير المنايا حيث سارت كتائبه1

وقد لاقى "أبو الطمحان" مصاعب عديدة، وكان لا يكاد يجد له مكانا يستقر فيه، حتى تقع له حادثة توقعه في مشكلات عويصة وفي شدة ومحنة، فكان ينتقل من جار إلى جار، ثم يهم بالعودة إلى أهله لولا خوفه من أداء الدية التي عليه أن يدفعها، فيحجم عن الذهاب إليهم، حتى استقر أخيرا في "بني فزارة" في جوار رجل يقال له "مالك بن سعد" أحد "بني شمخ"، وكان كريما، فآواه، وأعطاء إبلا لتكون دية جنايته وزاد عليها، وكان قد لمّح له أنه يريد العودة إلى أهله لولا هذه الدية، فلما وجد هذا السخاء من مالك، بقي عنده، وصار أحد عشيرته حتى هلك فيها، وهو طاعن في السن2. فذكره "السجستاني" لذلك في المعمرين، وأعطاه مائتي سنة من عمر مديد3!

ونسب إلى "أبي الطمحان" قوله:

إن الزمان ولا تفنى عجائبه ... فيه تقطع ألاف وأقران

أمست بنو القين أفراقا موزعة ... كأنهم من بقايا حي لقمان4

وله شعر في مدح "مالك بن حمار" الشمخي، وكان شريفا من أشراف العرب قتله "خفاف بن ندمة" السلمي5، يقول فيه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015