بابل، أي صارت عاصمة لملك البابليين1.
ويرى العلماء أن حملة "نبونيد" على "دومة الجندل" "أدومو" "صلى الله عليه وسلمdummu" و"تيماء" "Tema" كانت في سنة "552 ق. م."2. وقد جاء إليهما سالكًا الطريق البرية المؤدية من بلاد الشام إلى شرقي الأردن، الطريق التي يسلكها حجاج بلاد الشام في الإسلام إلى مكة, وبعد أن قضى على حكام المدينتين استقر في "تيماء" ومعه حرسه البابليون. ويظهر من إشارته في نصه المدون عن أخبار فتوحاته أنه سلك في وصوله إلى "تيماء" سبيلًا لم يسلكها الأقدمون من قبل، ومن إشارته إلى قتله "ملك تيماء" وسكان المدينة أن المدينة في أيامه كانت مستقلة، يحكمها ملك من أهلها، وأن البابليين لم يكونوا قد حكموها قبله3.
وقد أقام "نبونيد" سنين في عاصمته الجديدة, أما ابنه "بلشاصر" "بلشصر" "بلشسر" "رضي الله عنهelsharrusur" "رضي الله عنهelsazar"، فكان بـ"بابل" مع الجنود البابليين. ويظهر أنه أقام بهذه المدينة حتى السنة الحادية عشرة من حكمه، وربما أقام بها أكثر من ذلك قليلًا، حتى اضطر إلى تركها والعودة إلى بابل, بظهور الفرس الذين هددوا البابليين، ووسعوا ملكهم، وصاروا على مقربة من بابل. فقد تغلب "كيرش" "كورش"4 "cyrus" على العربية وأدخلها في جملة أملاكه، وعين عليها مقيمًا سياسيًّا فارسيًّا "ستراب" "satrap"، ويظهر أن حملته هذه على العربية كانت حوالي سنة "540-539 ق. م."، وأن "نبونيد" كان قد ترك "تيماء" وجاء إلى بابل قبل تغلب "كيرش" على العربية5.
وقد يتساءل المرء عن الأسباب التي حملت "نبونيد" على ترك بابل والالتجاء هذه السنين إلى "تيماء": أهي شئون سياسية خطيرة حملته على السكنى في هذه